recent
أخبار ساخنة

### **إعدام "قاتل تويتر": نهاية فصل مأساوي هزّ ضمير اليابان وأثار قضايا العصر الرقمي**

الصفحة الرئيسية

 

### **إعدام "قاتل تويتر": نهاية فصل مأساوي هزّ ضمير اليابان وأثار قضايا العصر الرقمي**

 

أسدل الستار بشكل نهائي على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها اليابان في تاريخها الحديث، مع تنفيذ حكم الإعدام شنقًا في حق تاكاهيرو شيرايشي، الرجل الذي عُرف إعلاميًا بلقب "قاتل تويتر". لم تكن جريمته مجرد سلسلة من عمليات القتل، بل كانت مرآة مظلمة عكست هشاشة النفس البشرية في مواجهة عزلة العصر الرقمي، وكشفت عن وحشية كامنة استغلت منصات التواصل الاجتماعي، التي صُممت للربط بين الناس، لتصبح أداة للاصطياد والموت.

أسدل الستار بشكل نهائي على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها اليابان في تاريخها الحديث، مع تنفيذ حكم الإعدام شنقًا في حق تاكاهيرو شيرايشي، الرجل الذي عُرف إعلاميًا بلقب "قاتل تويتر". لم تكن جريمته مجرد سلسلة من عمليات القتل، بل كانت مرآة مظلمة عكست هشاشة النفس البشرية في مواجهة عزلة العصر الرقمي، وكشفت عن وحشية كامنة استغلت منصات التواصل الاجتماعي، التي صُممت للربط بين الناس، لتصبح أداة للاصطياد والموت.
### **إعدام "قاتل تويتر": نهاية فصل مأساوي هزّ ضمير اليابان وأثار قضايا العصر الرقمي**


### **إعدام "قاتل تويتر": نهاية فصل مأساوي هزّ ضمير اليابان وأثار قضايا العصر الرقمي**


  • إن قصة شيرايشي، التي بدأت فصولها المروعة في عام 2017، لم تهز فقط اليابان، البلد الذي
  •  يشتهر بمعدلات الجريمة المنخفضة والشعور العام بالأمان، بل أرسلت موجات صدمة عبر العالم
  •  مجبرة المجتمعات والشركات التقنية على مواجهة أسئلة معقدة حول المسؤولية، والأمان الرقمي
  •  والدعم النفسي في عالم متصل افتراضيًا ومنفصل إنسانيًا.

#### **الخيوط الأولى كيف كُشف الستار عن شقة الرعب في زاما؟**

 

لم تبدأ القضية ببلاغ عن جريمة قتل، بل باختفاء شابّة تبلغ من العمر 23 عامًا. كانت قد كتبت على حسابها في "تويتر" تغريدة يائسة تقول فيها: "أبحث عن شخص ليموت معي". هذا النداء الرقمي، الذي كان يجب أن يكون صرخة طلبًا للمساعدة، أصبح للأسف دعوة مفتوحة للمفترس الذي كان يتربص في الظلال.

 

  • بعد اختفائها، بدأ شقيقها الأكبر رحلة بحث محمومة. لم يكتفِ بإبلاغ الشرطة، بل استخدم نفس السلاح
  •  الرقمي الذي ابتلع أخته. تمكن من الوصول إلى حسابها، وتتبع تفاعلاتها، ولاحظ وجود حساب
  •  غامض يتواصل معها ومع آخرين ممن يبدون ميولًا انتحارية. بالتنسيق مع الشرطة، تم نصب كمين
  •  لصاحب الحساب، تاكاهيرو شيرايشي.

 

في 31 أكتوبر 2017، دهمت الشرطة شقة شيرايشي الصغيرة في حي زاما الهادئ، إحدى ضواحي طوكيو. ما وجدوه في الداخل كان يفوق أسوأ كوابيس المحققين وأفلام الرعب دموية. لم تكن الشقة مسكنًا عاديًا، بل تحولت إلى مسلخ ومقبرة.

 عثرت الشرطة على تسع جثث مقطعة ومخزنة بعناية في مبردات وصناديق أدوات، مغطاة بفضلات القطط لإخفاء الرائحة. كانت الأشلاء تخص ثماني نساء ورجلًا واحدًا، تتراوح أعمارهم بين 15 و26 عامًا. هذا الاكتشاف المروع حوّل حي زاما إلى بؤرة اهتمام إعلامي عالمي، وكشف عن وجه الجريمة في القرن الحادي والعشرين.

 

#### **من هو تاكاهيرو شيرايشي؟ سيكولوجية المفترس الرقمي**

 

لم يكن شيرايشي شخصية غامضة تمامًا قبل ارتكابه جرائمه. كان يعمل "كشافًا" أو "قوادًا" في منطقة كابوكيتشو، حي الضوء الأحمر الشهير في طوكيو، حيث كانت مهمته استدراج النساء للعمل في صناعة الترفيه للبالغين. هذه الخبرة في التلاعب النفسي واستغلال نقاط ضعف الآخرين صقلت مهاراته التي استخدمها لاحقًا في جرائمه.

 

  1. في اعترافاته التي أدلى بها ببرود صادم، كشف شيرايشي عن منهجيته الدقيقة. أنشأ حسابات متعددة
  2.  على "تويتر" بأسماء وهمية، وقدم نفسه كـ"خبير في الانتحار" أو شخص يفهم معاناة الآخرين
  3.  عارضًا المساعدة على من يفكرون في إنهاء حياتهم. كانت وعوده خادعة ومصممة بعناية: "يمكنني
  4.  مساعدتك على الموت دون ألم"، "سأموت معك حتى لا تكون وحيدًا".

 

كان يستدرج ضحاياه إلى شقته، وهناك، كان يكشف عن وجهه الحقيقي. لم يكن هناك أي تعاطف أو مساعدة. اعترف بأنه قتلهم جميعًا في اليوم الذي التقى بهم فيه. كانت دوافعه مزيجًا مرعبًا من السرقة والاعتداء الجنسي والتلذذ بالسيطرة والقتل. لقد سرق أموالهم، واعتدى على جميع ضحاياه الإناث، ثم خنقهم وقتلهم قبل أن يبدأ في تقطيع أوصالهم للتخلص من الأدلة. لم يكن قاتلًا رحيمًا، بل كان مفترسًا انتهازيًا وجد في يأس الآخرين فرصة لإشباع أحط غرائزه.

 

#### **المحاكمة صراع بين "الموافقة" و"الاستغلال"**

 

كانت محاكمة شيرايشي نقطة محورية في النظام القضائي الياباني. حاول فريق دفاعه بناء حجة مثيرة للجدل، وهي أن الضحايا "وافقوا ضمنيًا" على قتلهم من خلال التعبير عن رغبتهم في الموت على وسائل التواصل الاجتماعي. جادل المحامون بأنه لا يستحق عقوبة الإعدام، بل السجن المؤبد، لأن ضحاياه كانوا يعانون من ميول انتحارية وقبلوا عرضه بالمساعدة.

 

  • لكن هذه الحجة انهارت تمامًا أمام شهادة شيرايشي نفسه وأدلة الادعاء. أكد الادعاء، مدعومًا
  •  باعترافات القاتل، أن أياً من الضحايا لم يرغب في الموت لحظة الهجوم. لقد قاوموا وصرخوا
  •  مدركين في لحظاتهم الأخيرة أنهم وقعوا في فخ مميت. قال شيرايشي للمحكمة بوضوح: "لم يوافق أي
  •  منهم على القتل".

 

رفضت المحكمة بشكل قاطع حجة الدفاع، واعتبر القاضي أن الجرائم كانت "خبيثة للغاية" وأن شيرايشي "داس على كرامة الضحايا". وأشار الحكم إلى أن القضية أثارت قلقًا عميقًا في المجتمع، خاصة وأنها استغلت منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. في ديسمبر 2020، حُكم على تاكاهيرو شيرايشي بالإعدام شنقًا. وبشكل مفاجئ، قبل شيرايشي الحكم وأعلن أنه لن يستأنف، معتبرًا أنه يستحق العقوبة.

 

#### **التداعيات المجتمعية والتقنية دروس من رحم المأساة**

 

تركت قضية "قاتل تويتر" ندوبًا عميقة في المجتمع الياباني وخارجه، وأثارت نقاشات حيوية على عدة مستويات:

 

1.  **سلامة الفضاء الرقمي:** كشفت الجريمة عن الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي. دفعت القضية شركة "تويتر" (الآن "إكس") إلى مراجعة سياساتها وتشديد قواعدها المتعلقة بالمحتوى الذي يمجد الانتحار أو يشجع على إيذاء النفس.

 

2.  **الدعم النفسي والوصمة الاجتماعية:** سلطت القضية الضوء على أزمة الصحة النفسية الصامتة في اليابان، حيث لا يزال الحديث عن الاكتئاب والأفكار الانتحارية محاطًا بالوصمة الاجتماعية. استجابت الحكومة اليابانية بتعزيز خدمات الدعم عبر الإنترنت وخطوط المساعدة، مدركة أن الفضاء الرقمي الذي يمكن أن يكون مكانًا للخطر يمكن أن يكون أيضًا مساحة للنجاة.

 

3.  **نقاش عقوبة الإعدام:** أعادت القضية إشعال الجدل حول عقوبة الإعدام في اليابان، وهي واحدة من الدول المتقدمة القليلة التي لا تزال تطبقها. بينما انتقدت منظمات حقوق الإنسان الدولية تنفيذ الحكم، أظهرت استطلاعات الرأي المحلية دعمًا شعبيًا قويًا للإبقاء على العقوبة في الجرائم الشديدة الوحشية مثل قضية شيرايشي.

 

**الختام**

 

مع تنفيذ حكم الإعدام في تاكاهيرو شيرايشي، أُغلق ملفه القضائي إلى الأبد. لكن قصته ستبقى تذكيرًا مؤلمًا بأن وراء كل شاشة وهوية افتراضية تكمن حقيقة بشرية معقدة، قد تكون مليئة بالألم والضعف، أو بالشر المطلق. لقد انتهت حياة القاتل

 لكن الدرس الذي خلفه يجب أن يعيش: ضرورة بناء مجتمعات، واقعية وافتراضية، أكثر أمانًا وتعاطفًا، وأن نكون أكثر يقظة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا، وألا ننسى أبدًا أن صرخات اليأس الرقمية هي نداءات حقيقية تستحق الاستجابة بالرحمة والدعم، لا بالاستغلال والموت.

### **إعدام "قاتل تويتر": نهاية فصل مأساوي هزّ ضمير اليابان وأثار قضايا العصر الرقمي**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent